من الأدب الفرنسي | مرتجلة فرساي | للأديب و الشاعر الكبير موليير


مسرحية مرتجلة فرساي لموليير هي ثورة مبكرة في التجريب المسرحي أظن أن موليير الكاتب الفرنسي الأشهر الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي في حكم الملك لويس الرابع عشر - هو أهم كاتب قديم - في تلك الفترة - كانت لديه جرأة في التجديد في شكل المسرح وموضوعاته ويحق لنا أن نقول إنه جدد وابتكر بعد أن هضم التراث المسرحي قبله وتشبع بفن الكوميديا ديلارتي وأنماطه الكوميدية وكانت رحلته الطويلة بفرقته المسرحية في قرى فرنسا مصدرا مهما له في بحثه عن أسلوب له في الكتابة المسرحية فيه مظاهر كثيرة للتجديد في كتابة المسرحية في عصره ويكفي أن نقول إنه كان من أوائل الكتاب الذين تمردوا على الشعر في المسرحية فكتب مسرحيات نثرية كمسرحية البخيل ومسرحية مرتجلة فرساي وكذلك كان جريئا في نقد مجتمعه وما فيه من مدعين ومرائين وأظهرهم أنماطا يضحك منهم الناس في المسرح وأيضا نراه في مسرحية نقد مدرسة النساء ومسرحية مرتجلة فرساي يقوم بالتمثيل داخل التمثيل سابقا بهذا بيرانديللو على وجه الخصوص الذي عرف بهذه الظاهرة في مسرحه مثل مسرحية ست شخصيات تبحث عن مؤلف ومسرحية الليلة نرتجل وقد كتب موليير مسرحية نقد مدرسة النساء ليواجه فيها كل من انتقده في مسرحيته مدرسة النساء التي لاقت نجاحا كبيرا وحين استمر الهجوم على هذه المسرحية وعلى فنه المسرحي وحياته الشخصية كتب مسرحية مرتجلة فرساي سنة 1663 وتصور المسرحية موليير وهو يتحدث إلى أعضاء فرقته وهم يتهيئون لتمثيل مسرحية بعد قليل أمام الملك لويس الرابع عشر ويشعر موليير أن أكثر أعضاء فرقته غير مهيئين لأداء أدوارهم وأكثرهم لا يحفظون أدوارهم ويقول لهم أن العبء الأكبر في هذه المسرحية وغيرها يقع عليه لأنه المؤلف ونجاح المسرحية أو فشلها لا يعني أحدا كما يعنيه ويسخر موليير في هذه المسرحية من بعض خصومه مثل كورني - الذي كان مستاء من انصراف الجمهور عن مسرحياته لمسرحيات موليير - وسخر موليير من بعض مشاهد في بعض مسرحياته مثل مسرحية هوراس ومسرحية أوديب ومسرحية السيد ثم يسخر من كتاب آخرين تعرضوا لشخصه وهاجموه بما نسبوه إليه من أخبار غير حقيقية وقال إنه لا يمانع في نقد النقاد لمسرحياته ولكنه يحذر كل من يهاجمه في شخصه وحياته الخاصة ويرميه بالأباطيل .ويتحدث أيضا في هذه المسرحية عن أسلوب صنعته في مسرحه فيقول إنه لا يصور في مسرحه أشخاصا بأعينهم ينقلهم من الواقع ولكنه يصور أنماطا بطريقة السخرية وأنه لن يفلس في استمرار فنه وكتابته لأن مجتمعه ممتلئ بالأنماط الغريبة التي تثير السخرية والضحك لا سيما من المدعين ومع نهاية المسرحية يأتي من يخبر موليير وفرقته أن الملك لن يستطيع أن يشاهد عرضهم اليوم إنها مسرحية تجريبية بكل المقاييس وفيها كثير من عناصر التجديد والتجريب وقد أشرنا لبعضها في هذه المقالة علي خليفة

لمشاركة المقالة علي صفحتك في الفيسبوك، اضغط علي كلمة شير



التعليقات


مواضيع ذات صلة

Image placeholder

"يعقوب و بنيه" النظرة اليهودية الي قصة سيدنا يوسف

ودعا يعقوب بنيه وقال: «اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام. اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا الى اسرائيل ابيكم: راوبين، انت بكري، قوتي واول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز. فائرا كالماء لا تتفضل، لانك صعدت على مضجع ابيك....اقرأ المزيد


E-currency exchange listing

Image placeholder

تعرف علي قصة اسلام الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي

فقال أمير المؤمنين لسلمان يا با عبد الله أ لا تخبرنا بمبدإ أمرك ؟؟ فقال سلمان و الله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين و كنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي ...اقرأ المزيد