جرائم غامضة

الطريق إلي إبليس..الجزء الأول
ذلك الذي حدث في رونوك

لو كُنت أنت أحد المحظوظين الذين تابعوا مسلسل الإمريكي الرهيب "قصة رعب امريكية" و تابعت الموسم السادس و اللي اسمه رونوك و الذي تم تسميته علي أسم واحد من أغرب الألغاز في تاريخ امريكا و العالم إيضاً و هو لغز مستعمرة رونوك او لغز المستعمرة المفقودة. في هذا الموسم طرح صناع المسلسل نظرية قمة في الغرابة لتفسير ما حدث لهذه المستعمرة، و لاني لا أعرف أن كنتم تعرفون شيئاً عن هذه المستعمرة و تاريخها ، فسوف احاول ان اقدم لكم في هذا المقال بأختصار القصة او الوقائع التاريخية لهذه المستعمرة المفقودة و اللغز العجيب كمقدمة لسلسة بأسم الطريق الي إبليس سنتناول خلالها جرائم غامضة و غريبة تم القبض فيها علي الجاني و حلها و لكن مازالت تُعتبر جرائم غامضة و غريبة و لا احد يستطيع ان يتجاهل الرابط المشترك بينهما الا لو كان جاهلاً او شخصاً لا يريد ان يعرف الحقيقة أو أن يراها

مستعمرة ” رونوك “ كان الأسم الذي أٌطلق على المستوطنة الإنجليزية التي تأسست عام ١٥٨٧ ميلادياً فوق جزيرة رونوك و التي تطل على الساحل الذي يعرف الآن بأسم كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية. و قد سميت المستعمرة بالمفقودة بسبب عدم استطاعة أحد أن يعرف ما الذي حدث لسكانها علي وجه الدقة و إين ذهبوا!!! و الحقيقة أنه تاريخياً كانت المستعمرة المفقودة ثاني مستعمرة لإنجلترا في أمريكا. أما المستعمرة الأولى فقد تأسست فوق جزيرة رونوك بمعرفة مجموعة من إيضًا بواسطة مجموعة مكونة من ١٠٨ من الرجال الأنجليز الذين أرسلهم السير والتر رالي -المستكشف والجندي الإنجليزي الشهير- و كان ذلك في عام ١٥٨٥ و كان الغرض من بناء المستوطنة الأولى إصلاح وتزويد السفن الحربية الإنجليزية بالتموين. ولكن المستوطنين اكتشفوا أن المياه حول البحيرة ضحلة بحيث لا تستطيع السفن أن ترسو فيها فضلاً عن أن إنتاج الجزيرة من الغذاء لم يكن ليكفي سكان المستوطنة من السكان الأصليين لامريكا (من يطلق عليهم الاسم العنصري الكرية ”الهنود الحمر“ ) و الذين هم مُقيمين بها بالاساس ، لذا فقد اضطر المستوطنون إلى العودة إلى إنجلترا عام ١٥٨٦و لكن بعد ذلك وصلت إلى الجزيرة مجموعة جديدة من السفن أرسلها السير رالي من إنجلترا إيضاً و كان بها المزيد من المون و التموين ومستوطنون جدد، وذلك بعد عدة أيام من رحيل المستوطنين الاوائل عن الجزيرة و عودتهم الي وطنهم الأم أنجلترا. ولكن عندما علم المستوطنون الجدد بذلك، قرر معظمهم العودة إلى إنجلترا بالسفن، ولم يبق منهم في الجزيرة سوي خمسة عشر مغامراً هم فقط من قرروا البقاء. وفي مايو عام ١٥٨٧م أرسل رالي مجموعة أخرى من المستوطنين الجدد إلى أمريكا ليستوطنوا على شواطئ خليج تشيسابيك، وهؤلاء المستوطنون هم الذين عرفوا فيما بعد باسم المستوطنين المفقودين، والذين قادهم جون وايت، وهو إنجليزي من مستوطني المستعمرة الأولى. و في هذه المجموعة من المستوطنين ولد أول طفل أُوروبي أو أبيض في أرض إمريكا، و بالرغم من ان المجتمع كان يبدو عليه أنه قد أستقر في هذه المستوطنة الا إنه و بعد ثلاثة سنوات أختفي فجأة كل سكان المستوطنة و لم يعثر لهم و لا لبيوتهم علي آثر….و لم يتم حتي العثور علي جثثهم و لا حتي إي جزء من اجسادهم علي الأطلاق و كأنهم لم يأتوا من الأساس. و الغريب انه لم يٌعثر علي أي آثر يدل علي انهم قد وقعوا في الأسر او السبي او في عملية ابادة جماعية و لا حتي عٌثر علي اي آثار تدل علي أن كارثة طبيعية مثل إعصار أو إي شئ من هذا القبيل….حتي ان احد القساوسة الذي كان قد زارهم عندما استعمروا هذه الأرض قد طلب منهم انه و في حالة وقوع اي هجوم عليهم أن يتركوا أثراً أو علامة معينة علي الأشجار ، فلم يجدوا اي أثر أو علامة…..!!!!! و بهذا اصبح اختفائهم هذا من اكبر الألغاز التاريخية

و بالرغم من مرور كل هذه القرون الا ان هذا اللغز مازال يشغل رأس المؤرخيين و الباحثيين و بالطبع لم تتوقف النظريات من طرح نفسها طول هذا الوقت، و للأسف دفع السكان الأصليون لإمريكا ثمناً باهظاً لبعض النظريات التي قالت انهم هم من قتلوهم بل و بالغت هذه النظريات في اتهامهم بأنهم قد قاموا بإلتهامهم و هم أبرياء من هذا الهُراء و الذي أتخذ منه الرجل الأبيض الأوروبي سبباً لقتل و إبادة العديد من هذه القبائل التي كانت تسُكن في هذه المنطقة او حولها….الا أن المسلسل الإمريكي الرهيب جاء ليضع نظرية جديدة خالص، قد تبدو قمة في الغرابة و غير معقولة للبعض أو لأغلبنا و لكنها تفسر أشياء تتعلق بيومنا هذا و ما نراه من عجائب المجتمع الغربي سواء الأوروبي أو الإمريكي خصوصاً في هوليوود. هذا الموسم من المسلسل قد تم كتابة السيناريو الخاص به بشكل غريب جداً و يحتاج الكثير من التركيز لتشعبه أحداثه و شخصياته...المهم أن في هذه القصة يقدم لنا المسلسل شخصية توماسان وايت او الجزارة و التي تقود فريقاً من الأشباح لقتل كل من يسكن أحد البيوت التي تقع في أحدي المناطق النائية حيث انتقل الي هذا البيت زوجين شابين، و قد سميت توماسان وايت بالجزارة لانها تمسك بيدها ساطورآً لتقتل به البشر بشكل بشع ثم تلبسهم رأس خنزير و تقوم بحرقهم، و يبدأ الزوجين في اكتشاف ان البيت به كم مهول من الأشباح الذي قتلوا عبر التاريخ حتي يرجعوا لاساس القصة فيكتشفوا ان هذا البيت قد بٌني في نفس المكان الذي اقيمت فيه مستعمرة رونوك و مع الأحداث نكتشف النظرية التي وضعها كٌتاب المسلسل و هي ان توماسان وايت هي زوجة جون وايت و هو قائد تلك المجموعة التي جاءت من انجلترا لتنشأ مستعمر رونوك، و لكنه يسافر بعد قليل الي انجلترا لأحضار بعض الأمدادات التي تحتاج إليها المستعمرة ، و في اثناء غيابه يقع خلاف بين توماسان و أحد أفراد جماعة المستعمرين فيقوم و بمساعدة من إبنها بعمل إنقلاب عليها و يتم محاكمتها بعد الغدر بها و الحكم عليها بحكم قذر كان متداول في اوروبا و هذا الحكم إسمه “لجام سكولد“ و هو عبارة عن قناع بشع صُنع من الحديد كانوا يلبسونه حول وجه الأنسان -النساء المتهمات بأنهم ساحرات او مشعوذات علي وجه الخصوص- و إغلاقه بقفل صلب ، ثم يتم إطلاق الانسان/المرأة إلي الخلاء أو وسط أهله حتي يموت جوعاً لانه او لانها لن تستطيع ان تأكل أو تشرب!!! المهم أنهم عندما فعلوا هذا مع توماسان و اطلقواها إلي الغابة ، آتت لها شخصية غريبة تعيش في الغابة اسمها شاكهاكس - هذه شخصية خيالية من الميثولوجيا الإيرالندية - ولعب دور هذه الشخصية في المسلسل المطربة الشهيرة ليدي جاجا، و يبدو ان هذه الشخصية لها علاقة بالشيطان او عبادته أو قد تكون رسولته او من اتباعه من الشياطيين او لعلها من نسله ، فقررت شاكهاكس هذه أن تنقذها بعد ان أتخذت عليها عهداً ببيع روحها للشيطان ، و بالفعل قامت توماسان بفعل هذا بعد ان عرفت شروط الصفقة و المطلوب منها!!!! و بالمناسبة موضوع بيع روحك للشيطان هذا شائع جدا في الغرب و يمكن أن تقرأ مقالتي عن هذا الموضوع بالضغط علي هذا الرابط ( روبرت جونسون و آخرون علي مفترق الطرق مع الشيطان ) و بمجرد ان تم الأتفاق بين توماسان و الشيطانة شاكهاكس التي أنقذتها من الهلاك حتي أسرعت توماسان عائدة إلي المستعمرة و قامت بعمل إنقلاب علي الإنقلاب ثم سرعان ما قامت بتنفيذ أوامر الشيطان و التي تم الأتفاق مع شاكهاكس عليها و كانت هذه الأوامر أو الثمن هو تقديم القرابين البشرية و إقامة عبادة خالص للشيطان ( أعوذ بالله )، و كان اول هذه الزوامر أن تقتل نفسها و كل أفراد المستعمرة ثم تحولهم لجنود لإبليس…!! طبعاً عندما نصل الي هنا نعتقد ان المسلسل قد بدأ في الأفورة، و لكن الحقيقة إنه يقدم نظرية ربما تكون صحيحة أو علي الاقل تفسر لنا بعض الظواهر الغير مفهومة في إمريكا أو في طبيعة المستعمريين الأوروبين الذين قدموا الي اوروبا، فتاريخياً كان معروف أن إمريكا كانت ملجأً للمسيحيين البروتستانت المضطهدين في اوروبا و الأقليات العرقية و الدينية و الكثير من المجرمين الذين أرادت الممالك الأوروبية التخلص منهم! فربما...ربما يكون من ضمن من تسللوا الي إمريكا من كانوا يعبدون الشيطان أو علي الأقل من أرتدوا الي الديانات الأوروبية القديمة، و هي مجموعة من الخرافات و الديانات الشنيعة و التي في مجملها تدل علي ان الرجل الأبيض في اصل عقائده و قبل وصول المسيحية إليه كان يعبد الشيطان، فسبحان الله، عندما ننظر الي جميع الأنبياء الذين ارسلهم الله الي البشرية -الانبياء ممن ذكروا لنا- فأنهم جغرافياً لم يتعدوا الحدود التي بين العراق و مصر و ما بينهم ، و إذا ما درسنا كل المعتقدات الأوروبية القديمة لا نجد فيها ما يربطها بالسماء من قريب او بعيد. المسلسل يأخذنا فيما بعد لمجتمع هوليوود و الذي كثيراً ما نسمع فيه جملة يرددها أغلب نجومه و هي “ لقد بعت روحي للشيطان “ و هي جملة غريبة و مثل ما يتحدث عنه هذا الجزء من المسلسل الذي لا ازال أعتقد أنه من اقوي و اهم المسلسلات

و من هذه النقطة سننطلق في سلسلتنا هذه للحديث عن بعض الجرائم الغامضة التي بالرغم من القبض علي المجرمين فيها الا ان السلطات و الاعلام يرفض ان يقول انهم المجرمين الذين يقومون بها يمارسون طقوساً شيطانية أو لها علاقة بهذه الأموار لان جرائمهم غير عادية و من السذاجة أن نعتبرها كذلك، فهي جرائم تصل الي حد ممارسة المحرمات مع المحارم من اقرب الناس إليهم مثل ابناءهم و بناتهم أو جرائم قتل و التهام أجزاء من الجسد، و هذا كله ستعرفونه في هذه السلسلة مع كل تقديم كل الصور و الوثائق مع كل قصة

لمشاركة المقالة علي صفحتك في الفيسبوك، اضغط علي كلمة شير

التعليقات

مواضيع ذات صلة