جورج ستيني جونيور
قصة القاتل البرئ

كان ( جورج ) يعيش مع عائلته المكونة من والديه و شقيقيه و اختيه في بلدة الكلو الصغيرة. و كانت هذه البلدة مقسمة لجزئين، جزء يعيش في البيض و جزء يعيش فيه اصحاب الشمرة السمراء و كان يفصل بين الجزئين سكة حديد. كان والده ( جورج سينيور ) يعمل في مصنع البلدة، و والدته ( ايمي ) كانت تعمل طباخة في المدرسة. كانت عائلة مسالمة لا تضايق احداً و لا يهمهم سوى قوت يومهم و الذهاب الى الكنيسة. لكن وقعت جريمة في البلدة غيرت كل ذلك. في يوم 24 مارس, 1944، بعد انتهاء الدوام الدراسي، خرجت فتاتين للبحث عن زهرة معينة مشهورة في البلدة. الفتاتين كانتا ( بيتي بينيكر ) - 11 عاماً - و صديقتها ( ماري ثيمس ) - 7 اعوام - . خرجوا على دراجتهم و وصلوا قرب مصنع البلدة الذي يعمل فيه اغلب اهل البلدة. عندما وصلوا صادفوا طفلين سود البشرة، ( جورج ) و اخته الصغرى ( امي )، كانوا يرعون بقرتهم و يطعمونها العشب. سألت الفتاتين ( جورج ) عن مكان الزهور و اجابهم بانه لا يعرف و اكملت الفتاتين طريقهما بحثاً عن الزهرة و اختفيا بعد ذلك. تلك اللية بدأت عمليات البحث عن الطفلتين، ( جورج ) و والده كانا ضمن فرق البحث. في الصباح التالي وجد احدى فرق البحث الطفلتين ميتتين في حقل يقع في النصف الاسود من البلدة. وجدوهما في حفرة الصغيرة و دراجتهما فوقهما. ( ماري ) ضربت فوق حاجبها الايمن حتى تم اختراق جبهتها الى جمجمتها. ( بيتي ) ضربت في المنطقة الخلفية لرأسها سبع مرات حتى انه وجدوا عظام جمجمتها مطحونة تقريباً. لا وجود لعلامات المقاومة و لا دليل على الاغتصاب

في اليوم التالي كان ( جورج ) يلعب مع اخته ( امي ) في المنزل بينما كان والديه خارجين، حضرت سيارات سوداء الى المنزل و رجال بيض ببدل سوداء و دخلوا الى المنزل من الباب الخلفي. منظر ارعب ( امي ) الصغيرة و اجبرها ان تختبأ في قفص الدجاج. اخذوا ( جورج ) و قيدوه ، و ركضت اخته تجاهه، قالت له : " لماذا ستتركني ؟ " رد عليها " احضري ( كات ) و ( تشارلز ) ، و احضري امي ايضاً". ( كات ) و تشارلز ) هم اخته و اخوه. كانت هذه اخر مرة ترى فيها ( امي ) شقيقها على قيد الحياة. في نفس الليلة بينما كانت عائلته يختبئون في منزلهم يحاولون ايجاد حل لمشكلتهم وصلهم خبر ان عصابة بيض قادمة لجلدهم و قتلهم. مما اضطرهم للهرب و ترك البلدة و قال والده " مهما حصل لجورج، فهو بين يدي الرب الآن ". وفقاً للشرطة فإن ( جورج ) اعترف بعد القبض عليه باربيعين دقيقة فقط، كما دلهم على مكان قطعة الحديد التي استخدمها لقتل الطفلتين. كان يريد اغتصابهما و بعد رفضهما قام بقتلهما. رفض التصريح عن مكان ( جورج ) حفاظاً على حياته من عصابة الرجال البيض التي تريد قتله هو و عائلته

بدأت محاكمة ( جورج ) بعد القبض عليه بـ 31 يوماً. هيئة المحلفين تكونت من رجال بيض و احدهم كان شاهد في القضية و هو شيء غير قانوني. حضر للمحكمة 1500 شخص، كلهم غرباء على ( جورج ). لم يحضر اي شخص من عائلته خوفاً على حياتهم. المحاكمة بدأت الساعة 2:30 و استمرت لثلاث ساعات فقط. هيئة المحلفين تناقشوا لمدة عشر دقائق فقط قبل ان يقرروا ان ( جورج ) مذنب و طالبوا بأقسى عقوبة ممكنة. حكم القاضي على الطفل البالغ من العمر 14 عاماً فقط بالاعدام بالكهرباء. بعد ان انتشرت قصة ( جورج ) انطلقت مظاهرات و قام العديد من الناس بارسال رسائل الى المحافظ لتخفيض الحكم الى حبس مؤبد. لكنه كان وسط معركة انتخابية و كان يخشى ان يخسر لو تعاطف مع "مجرم اسود "و خرج بتصريح ان ( جورج ) قاتل و مغتصب و يجب اعدامه. ( هنتر ) زميل ( جورج ) في الزنزانة يذكر انه كان خائفاً و وحيداً. في احد المرات سأله " لماذا يريدون اعدامي على جريمة لم ارتكبها؟ " ( هنتر ) لم يستطع اجابته. و موقف اخر يذكره ( هنتر ) ، كان يمازحه ( جورج ) قائلاً " بعد اعدامي سأتي بشبحي لهنا و اطاردك ". عندما حضروا لاخذه للاعدام، حضن ( جورج ) ( هنتر ) و همس قائلاً " وداعاً" و مشى مع الحراس بهدوء

E-currency exchange listing

في السابعة و النصف صباحاً يوم 16 يوليو,1944. تم احضار السجين رقم 260 ( جورج ستيني جونيور ) لاعدامه باستخدام الكرسي الكهربائي. حضر الاعدام 50 شاهداً لم يعرف ( جورج ) اي منهم. احدهم كان قسيس حضراً نيابة عن والديه. كان جسمه صغيراً لدرجة ان الاربطة على الكرسي لم تقيده بشكل جيد، و الخوذة كانت واسعة على رأسه و وضعوا تحته 3 كتب حتى يصل للارتفاع المطلوب ليتم تقييده بشكل جيد. احد الكتب الثلاثة كان الانحيل الذي حمله ( جورج ) لحظة دخوله للغرفة. تقدم منه رجل وقال له " هل لديك شيء لتقوله ؟ " رد جورج " لا سيدي ". سأله مرة اخرى" لا تريد قول اي شيء عن فعلتك ؟" رد جورج " لا سيدي ". و قاموا بصعقه ثلاث مرات. استمر الاعدام لمدة 3 دقائق و 45 ثانية. اسنانه احترقت و فقد واحدة من عينيه، اللعاب و الدموع كانت تغطي وجهه. تم تسليمه لعائلته في اليوم التالي و دفنه في مكان غير معروف ليرقد بسلام دون ان يتعرض اي احد لقبره. عام 2004 بعد اكثر من سبعين سنة من اعدام ( جورج )، قام ( جورج فريرسون ) باحث تاريخي، بدراسة القضية، و بمساعدة عدد من المحامين طلبوا اعادة فتح القضية و استدعاء عدد من الشهود احدهم ( امي ) شقيقة ( جورج ) الصغرى. اعلنت القاضية ان ( جورج ) لم يتلقى محاكمة عادلة ، و ان محاميه فشل في الدفاع عنه. تم الغاء الحكم و اعتبار اجرائات المحاكمة غير عادية. كما اعتبرت انه اعترف بالقوة. و قالت " ربما يكون ( جورج ) ارتكب الجريمة" لم تعلن برائته و لكنها شككت بالاجراءات التي ادت لاعدامه. الحكم لم يرضي عائلة ( جورج ) و لا المحامين المسئولين عن تبرئته. بينما صرحت احدى اقارب ( بيتي ) ، الطفلة التي قتلت، ان شرطي اتصل بها و قال لها لا تصدقي ما تقوله الصحف. و قال " جورج قتل الطفلتين ". ثلاثة اطفال، اثنان تم قتلهم بوحشية و الثالث تم اعدامه دون رحمة و المجرم الحقيقي غير معروف حتى اليوم. الظلم بشع و العنصرية عفنة. انصحكم بمشاهدة فلم ( 83 days ) الذي يشرح القصة بتفاصيل اكثر. وصلنا لنهاية القضية اتمنى ان تعجبكم و عذراً على الاطالة.

لمشاركة المقالة علي صفحتك في الفيسبوك، اضغط علي كلمة شير



التعليقات


مواضيع ذات صلة

Image placeholder

جرائم غامضة: جريمة الحروف الأبجدية

ودعا يعقوب بنيه وقال: «اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام. اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا الى اسرائيل ابيكم: راوبين، انت بكري، قوتي واول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز. فائرا كالماء لا تتفضل، لانك صعدت على مضجع ابيك....اقرأ المزيد


E-currency exchange listing

Image placeholder

جرائم غامضة: لماذا تم قتل شمشون مصر الجديدة؟

فقال أمير المؤمنين لسلمان يا با عبد الله أ لا تخبرنا بمبدإ أمرك ؟؟ فقال سلمان و الله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين و كنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي ...اقرأ المزيد