ألغاز الرجل ذو الفأس الملعونة......غاية الغموض

هذا هي قصة واحدة من أكثر جرائم القرن العشرين غموضاً ، والتي لم تُحل اسرارها حتي الآن!! و لقد دارت احداث جريمتنا في مدينة نيو أورليانز بولاية لويزيانا التي تقع في المنطقة الجنوبية من الولايات المتحدة في فترة أوائل القرن العشرين مع ظهور هذا المجرم الغامض الدي تم تسميته باسم "أكسمان" او رجل الفأس. و قد استطاع هذا الرجل ذو الفأس الملعونة ان يسيطر علي المدينة كلها و يجعلها تعيش لمدة عام و نصف في حالة من الذعر و الرعب..... ففي مارس ١٩١٩ ،كتب شخص مجهول رسالة إلى جريدة التايمز-بيكايون المحلية الخاصة بمدينة نيو أورليانز يدعي فيها إنه هو ذلك القاتل السفاح المجرم الذي صنع كل هذا الرُعب في المدينة. و في الرسالة قام هذا الرجل بالسخرية من جهاز شرطة المدينة و قال انه لن يستطيع ابداً الوصول إليه او إيقاف عملياته و توعد المدينة بهجوم آخر في ليلة يوم ١٩ مارس ١٩١٩ ، و لكن كاتب الرسالة هذا قال إنه يعشق موسيقى الجاز و قال لو ان الناس قاموا بتشغيل موسيقي الجاز في منازلهم طوال الليل فإنه لن يقتلهم و بذلك سيحفظون حياتهم و ينجون من عذابه ، و ما ان نشرت هذه الجريدة رسالته حتي انطلقت موسيقى الجاز تتدفقت من كل منازل المدينة المذعورة ، و هنا فقط و في هذه الليلة لم يُقتل أحد!!! ……....فمن كان هذا المخلوق الغريب والمرعب؟ شبح أم غول أم ما هو أسوأ؟

كانت البدأية في ٢٣ مايو ١٩١٨ عندما بدأ ”رجل الفأس“ أولي جرائمه بعد منتصف الليل حيث قام بذبح بقال إيطالي يدعى جوزيف ماجيو وزوجته أثناء نومهما في شقتهما التي كانت تحتل الطابق الثاني في المبني الذي يقع فيه محل جوزيف ماجيو للبقالة. عند حضرت الشرطة اكتشفت أن لوحة أغلاق الباب الخلفي و مكان ”الأُكرة“ قد تم الحفر حولها و سرعان ما وجدت الشرطة تلك الوسيلة التي استخدمها القاتل لفتح الباب حيث كانت نفس الوسيلة او الاداة التي استخدمها لارتكاب جريمته و لم تكن تلك الوسيلة سوي ”فأس“ و من هنا تم أطلاق لقب ”رجل الفأس“ علي هذا السفاح! كانت الفأس لا تزال غارقة و مغطاه بدماء جوزيف ماجيو و زوجته و الغريب أنه لم تتم سرقة أي شيء من المنزل بما في ذلك المجوهرات والأموال التي كانت على مرمى البصر. و بدأ المحققون العمل علي محاولة كشف غموض الجريمة و علي أثر ذلك تم القبض على العديد من المشتبه بهم و أستجوابهم غير انه سرعان ما تم إطلاق سراحهم جميعاً لعدم وجود أدلة ضدهم. كانت الأدلة التي جمعتها الشرطة غريبة فلم تكن سوي هذا الفأس الذي أُرتكبت به الجريمة و دليل آخر غريب تم اكتشافه في وقت لاحق و هو رسالة غامضة مكتوبة بالطباشير علي احدي الحوائط بالقرب من منزل الضحايا تقول: ” مدام جوزيف ماجيو ستثير الأهتمام بشدة هذه الليلة. فقط اكتب الي زوجة السيد توني ”…..!!! و لقد حيرت هذه الرسالة الغامضة المحققون و الشرطة كثيراً!!!! بدأ المحققون في الحفر في الملفات القديمة ، بحثًا عن الحالات المحتملة التي تتطابق مع جرائم قتل جوزيف ماجيو و زوجته ، و كم كانت دهشتهم كبيرة عندما أكتشفوا إن ثلاث جرائم قتل وعدد من الهجمات قد حدثت بالفعل ضد البقالين الإيطاليين في نفس المدينة في عام ١٩١١…… كانت جرائم القتل تشبه بشكل لافت جريمة قتل جوزيف ماجيو و زوجته حيث تم استخدام الفأس في كل منزل وبعد ان تم اقتحام كل منزل من خلال الحفر حول لوحة الإغلاق او مكان وضع المفتاح في الباب الخلفي. و هنا ظن المحققون إن هذه الجرائم السابقة كانت ربما جرائم ثأر أو ”تخليص حق“ بين زعماء عصابات المافيا ، غير إنهم سرعان ما تخلوا عن هذه الفكرة حيث ان عصابات المافيا لا تقوم بقتل النساء

بعد شهر تقريباً من مقتل جوزيف ماجيو و زوجته وقعت الجريمة الثانية عندما أكتشف جيران السيد لويس بوسومر و هو بقال كان يعيش خلف متجره مع عشيقته ”آني هارييت لوي“ في صباح أحد الأيام ان جارهم لويس بوسومر مكوماً وسط بركة من الدماء. كانت اصابات لويس بوسومر و جروحه بالغة و لكنه كان لحسن الحظ مازال علي قيد الحياة و إلى جواره كانت عشيقته آني هارييت ممدة علي الأرض و قد غطها الدماء إيضاً و لكنها كانت لا تزال علي قيد الحياة. و كان الأمر مثير للدهشة حيث ان كلاهما كان لا يزال علي قيد الحياة بالرغم من ان الفأس قد الحق بهم اصابات بالغة وصلت الي حد تهشيم بعض الاجزاء من جسم كلتاهما حتي ان جمجمة لويس بوسومر كان قد كسرت بعد ان تلقي ضربة شديدة من الفأس اصاحت بأذنه اليسري و هشمت هذا الجزء الايسر من الوجه. كان الفأس مُلقي علي الأرض بجوار لويس بوسومر و مغطى تماماً بالدم و علي نفس طريقة العملية السابقة تمت إزالة لوحة الإغلاق او مكان وضع المفتاح من الباب الخلفي للمنزل الذي يقع في المطبخ و لم يتم ايضاً سرقة اي اموال او مجوهرات او اي شيء من المنزل!!! تم نقل الأثنين الي احد المستشفيات الخيرية لعلاجهما و انقاذ حياتهما و بعد أن استعادت ” آني هارييت لوي ” وعيها في هذا المستشفى الخيري ، ادعت ” آني " أولاً أن المجرم الذي حاول قتلهما كان شاباً من ذو الأصول الأفريقية و ان لون جلده شديد السواد ، و علي الفور قامت الشرطة باعتقال المشتبه المحتمل و كان رجلاً يُدعي ” لويس أوبيكون ” و هو رجل أمريكي من أصل أفريقي يبلغ من العمر ٤١ عاماً وكان يعمل في متجر ” لويس بوسومر“ قبل أسبوع واحد فقط من وقوع الجريمة و بالرغم من أنه كان لا يوجد دليل واحد يثبت أن هذا الرجل مذنب فقذ اصرت الشرطة علي اعتقالته الشرطة و لكن في وقت لاحق غيرت ”آني هارييت“ قصتها بشكل عجيب حيث أنها ذكرت أن عشيقها ” لويس بوسومر ” نفسه هو الذي هاجمها و حاول قتلها!!! و أصيبت الشرطة بالدهشة و الريبة في ”آني هارييت لوي“ و مزاعمها حيث انه ليس من المعقول ان يقوم لويس بوسومر بالاعتداء علي ” آني هارييت“ ثم يطيح بأذنه و يكسر جمجمته بنفس الفأس. غير ان سرعان ما تحول الاهتمام الإعلامي و الأمني إلى ”لويس بوسومر“ نفسه ، حيث تم اكتشاف سلسلة من الرسائل المكتوبة بالألمانية و الروسية و اليديشية في صندوق في منزل الرجل ( فيما يبدو إنه كان يهودياً ) و اشتبهت الشرطة في أن لويس بيسومر كان جاسوسًا ألمانيًا ، وبدأ المسئولين في الأجهزة الأمنية الأمريكية في فتح تحقيق كامل حول أحتمالية كونه جاسوساً و بعد عدة أسابيع و بعد دخول و خروج لويس بوسومر في حالات فقد الوعي بسبب اصابته الشديدة ، أخبرت ”آني هارييت لوي“ الشرطة أنها تعتقد أن لويس بيسومر هو في الواقع جاسوس ألماني ، مما أدى إلى اعتقاله على الفور و بعد تخطيه مرحلة الخطر تم أعتقاله و قضى تسعة أشهر في السجن قبل تبرئته في 1 مايو ١٩١٩ بعد ان تم أثبات كذب ”آني هارييت لوي“ التي كانت قد ماتت بعد عملية فاشلة لها في نفس المستشفي الخيري و قد تم تخفيض رتبة اثنين من كبار المحققين في القضية بسبب عمل الشرطة الغير المقبول و اعتقال لويس بوسومر

E-currency exchange listing

في يوم ٥ أغسطس ١٩١٨ و بعد منتصف الليل أستيقظت السيدة آنا شنايدر البالغة من العمر ٢٨ عاماً و التي كانت حامل في الشهر الثامن و القاطنة بشارع إلميرا بمدينة نيو أورليانز من نومها عندما شعرت بشبح رجل ضخم يقف بأقرب نقطة من سريرها و لكنها قبل ان تتبين ملامحه أو أن تقوم بإي رد فعل او حتي اطلاق صرخة ذعر عاجلها الرجل الشبح بضربة قوية موجهة الي رأسها بشكل مباشر من ذلك الفأس الذي كان يحمله فأنشقت الرأس و تفجر الدماء منها و سقطت مغشية عليها و قد غطي الدم كل وجهها و جسدها! و من حسن حظها و حظ زوجها إيضاً إنه كان لا يزال في العمل و جاء بعد منتصف الليل بقليل ليجد زوجته مكومة علي الأرض و غارقة في دمائها فظن إنها قد قُتلت، و مرة أخري لم يتم سرقة اي شئ من البيت و لا حتي من الضحية نفسها فأسرع يستغيث بالشرطة و الجيران و جاءت الشرطة و قد كان من قدر الله ان لا تموت هذه المسكينة ”آنا شنايدر“ و كان من لطف الله انها أنجبت طفلة بعد يومين من الحادث و أنقاذ حياتها، و كالعادة راحت الشرطة تبحث و تعتقل المشبوهيين فتم أعتقال جيمس جليسون هذه المرة و هو فيما يبدو كان مجرم و مسجل خطر عند الشرطة غير ان التحقيقات أثبتت براءته و بالتالي أفرجت عنه و علي هذا النحو ظل لغز الرجل ذو الفأس الملعونة يكبر و يثير الذُعر في المدينة حتي ان جيمس جليسون هذا هرب من هذه المدينة للابد بعد الافراج عنه خوفاً منه من تعرضه لمضايقات من الأهالي ظناً منهم إنه هو رجل الفأس أو ربما خاف ان يقتله الرجل ذو الفأس الملعونة نفسه

بعد ذلك بخمسة إيام فقط و تحديداً في ١٠ أغسطس ١٩١٨ و كالعادة و بعد منتصف الليل أستيقظت الفتاتين الشابتين بولين و ماري علي صوت ضوضاء صادرة من الغرفة المجاورة لهما في المنزل الذي كانتا تسكُنا فيه مع عمُهما ”جوزيف رومانو“ و هو رجلًا مسنًا و كانت الغرفة مصدر الضوضاء هي غرفته. أسرعت كلاً من بولين و ماري إلي الغرفة المجاورة حيث أقام عمهما و عند دخول إكتشفت الأختين إن عمهما مغشياً عليه من أثر ضربة قوية بفأس علي رأسه و وجود جرحين غائرين إي أنه تم ضربه مرتين و ليست مرة واحدة. و بالصدفة أستطاعت الفتاتين أن يشاهدا الجاني قبل ان يهرب و يميزا ملامحه جيداً. كان الرجل ذو بشرة داكنة اللون ، طويل القامة و ضخم الجثة، يرتدي بدلة داكنة وقبعة من نوعية صلوتش و هي قبعة خاصة تستخدم في الزي العسكري و البوليسي. قامت الفتاتين بابلاغ الشرطة و حضرت الأسعاف بينما كانت الفتاتين تحاولا اسعاف عمهما و تمكنا بالفعل من ايقاف نزيفه و مساعدته علي استعادة وعيه حتي ان العم جوزيف رومانو استطاع ان يمشي بصحبتهما الي سيارة الأسعاف على الرغم من إصابته بهذه الجروح الخطيرة في رأسه ، و لكنه مات بعد ذلك بيومين بسبب شدة الإصابة و تأثيرها علي الرأس. و اجرت الشرطة تحقيقتها و جمعت الادلة من مسرح الجريمة و كالعادة وجدوا انه لم يتم سرقة أي شيء من منزل جوزيف رومانو و كالعادة إيضاً عثرت الشرطة على الفأس المستخدم في الجريمة مغطي بالدماء و ملقي علي الارض في الفناء الخلفي للمنزل و طبعاً تم اكتشفت أثر الحفر علي لوحة مكان اغلاق الباب الخلفي. و الحقيقة ان مقتل جوزيف رومانو أثار حالة من الفوضى الشديدة في المدينة أكثر من كل الحوادث السابقة و اصبح سكان في خوف دائم من أن يقتلهم فأس الرجل الغامض و تلقت الشرطة عدداً كبيراً من التقارير و البلاغات التي ادعى فيها بعض المواطنون أنهم رأوا الرجل ذو الفأس يتربص في شوارع ضيقة و أحياء في مدينة نيو أورليانز. حتى أن بعض المواطنين أبلغوا الشرطة بأنهم وجدوا فؤوس -جمع كلمة فأس- في الساحات الخلفية لمنازلهم!!! و هنا أدلى جون دانتونيو و هو محقق إمريكي من اصل إيطالي و كان متقاعد آنذاك بتصريحات مثيرة للصحافة افترض فيها أن الرجل الذي ارتكب جرائم القتل الفادحة هو نفسه الذي قتل عدد من البقالين الإيطاليين في نفس المدينة في عام ١٩١١ و أشار المحقق المتقاعد إلى أوجه التشابه في الطريقة التي تمت بها هذه الجرائم ، و قال ان الجاني يستهدف الإيطاليين علي الأخص و خاصة البقالين منهم لسبب غامض و وصف جون دانتونيو القاتل بأنه من المحتمل ان يكون شخص ذو شخصية مزدوجة فهو يقتل بدون وجود اي دافع و أن هذا النوع من الشخصيات يمكن أن يكون على الأرجح مواطناً عادياً ملتزماً بالقانون و ليس مجرماً و ربما يكون هو نفسه يعمل فيما له علاقة بالقانون اي ان يكون من افراد الشرطة او السياسين و ربما انه بسبب علاقته بالقانون هذه يجد لذة في التغلب عليه برغبة شديدة في القتل و تابع فيما بعد وصف القاتل بأنه أشبه ما يكون بشخصية بطل رواية دكتور جيكل و مستر هايد

بعد حادثة مقتل جوزيف رومانو توقفت عمليات القتل لفترة بالرغم من ان الرعب و الذعر لدي سكان نيو اورليانز لم يتوقف للحظة واحدة حتي جاءت ليلة ١٠ مارس ١٩١٩ عندما سمع سكان جيفرسون أفينيو و سكند ستريت في منطقة جريتنا التي هي إحدى ضواحي نيو أورليانز صوت صرخات مدوية تأتي من ناحية منزل السيد كورتيميليا الذي يقع في الزواية بين الشارعين ، و الحقيقة ان السيد كورتيميليا أو تشارلز كورتيميليا هو مهاجر فقير من أصل إيطالي و يعيش في هذا المنزل مع زوجته روزي و ابنته الوحيدة الصغيرة البالغة من العمر عامين و التي تُدعي ماري! و ما ان سمع ”إيورلاندو جوردانو“ صاحب محل البقالة الموجود بالقرب من البيت صوت الصراخ حتي هرع الي بيت السيد كورتيميليا و ما ان وصل البقال إيورلاندو الي البيت حتي وجد الأسرة كلها و قد تم الأعتداء عليها بنفس طريقة ”الرجل ذو الفأس الملعونة“ كانت الزوجة روزي تقف عند المدخل و الدم يتدفق من رأسها من أثر ضربات الفأس القوية غير انها كانت لا تبالي بهذه الجروح الخطيرة فهي تقف ممسكة بأبنتها المغطاه بالدم و التي كانت قد فارقت الحياة علي أثر ضربات الفأس القاتلة في عنقها ، أما تشارلز كورتيميليا فقد كان علي ممدداً علي الأرض ينزف بغزارة و لا يعي ما يدور حوله من فرط الأصابات التي سببتها ضربات الفأس علي رأسه!! تم نقل الزوجين و جثمان البنت المقتولة الي احد المستشفيات الخيرية، و هناك تم اكتشاف ان كلا الزوجين يُعانيان من كسور شديدة في الجمجمة، و كالعادة وجدت الشرطة ان الجاني أقتحم البيت من الباب الخلفي بنفس الطريقة و هي الحفر حول مكان أغلاق الباب و ”الأُكرة“ و ازالة هذا الجزء من الباب، كما ان الجاني لم يسرق اي شئ من البيت و إيضاً ترك الفأس المغطي بالدماء خلفه في الفناء الخلفي لمنزل السيد كورتيميليا. أما السيد كورتيميليا فقد غادر المستشفي بعد يومين من تلقيه العلاج بينما ظلت زوجته لمدة اطول لانها كانت قد فقدت وعيها بعد نقلها الي المستشفي. غير ان السيدة روزي زوجة تشارلز كورتيميليا ما أن استردت وعيها حتي ادعت ان السيد ”إيورلاندو جوردانو“ البقال الذي كان اول من هرع اليهم لينقذهم هو من قام بارتكاب هذا الهجوم و بمساعدة ابنه فرانك الذي كان يبلغ من العمر الثامنة عشر وقتها و كان هذا الادعاء غير معقول، فالبقال ”ايورلاندو جوردانو“ يبلغ من العمر ٦٩ عاماً و هو يعيش في صحة سيئة و يعاني من الكثير من الامراض و الضعف العام اما ابنه فرانك فطوله يزيد عن مترين و وزنه تعدي المائة كيلو بالرغم من ان سنه مازال صغيراً و هذا الطول و هذه الضخامة كانت دليلاً علي استحالة ان يستطيع العبور من هذا الباب الخلفي الصغير الذي دخل منه الجاني، و هنا هب زوجها تشارلز كورتيميليا يرفض و يكدب ادعاء زوجته الغريب خاصة و ان هذا البقال العجوز قد انقذ حياتهما لحضوره في اللحظة المناسبة بمجرد ان سمع صوت صراخها، و بالرغم من ذلك فقد اصرت الشرطة علي أعتقال ”إيورلاندو جوردانو“ و إبنه فرانك و إتهامهما بارتكاب الجريمة و فيما يبدو ان الشرطة ارادت ان تغلق هذا الملف بإي طريقة بغض النظر عن براءة المتهمين، و الغريب انه بالفعل تم ادانتهما و حكم على فرانك الصغير بالإعدام شنقاً ، و أما والده ”إيورلاندو جوردانو“ فتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة!!! و بمجرد صدور هذه الاحكام الظالمة قام السيد ” تشارلز كورتيميليا ” بتطليق زوجته الظالمة التي كانت شهادتها الكاذبة هذه الدليل الوحيد للشرطة لمحاكمة إيورلاندو و ابنه فرانك اللذان لم يرتكبا الجريمة، و بعد طلاقها أعترفت روزي أنها اتهمتهما كاذباً بدافع الغيرة والحقد!!!! و بأثبات هذا تم الأفراج عنهما

كان من العجيب حقاً ان تستمر الشرطة في محاكمة ”إيورلاندو جوردانو“ و ابنه فرانك بعد حادثة ١٠ مارس ١٩١٩ الذي تم فيها استهداف تشارلز كورتيميليا و زوجته و ابنتهما الطفلة الصغيرة التي لُقي حتفها حيث أن جريدة التايمز-بيكايون المحلية الخاصة بمدينة نيو أورليانز قد تلقت رسالة بعد الحادثة بثلاثة إيام و بعد ان قامت الشرطة باعتقال إيورلاندو و ابنه فرانك و توجيه الاتهام لهما و كانت الرسالة من شخص يدعي إنه هو الجاني الحقيقي و كان نص الخطاب هو التالي

من سخونة جهنم ، كتبت في ١٣ مارس ١٩١٩
من المبشر بالموت لجميع اهل نيو اورليانز : الرجل ذو الفأس

أنهم لم يمسكوا بي و لن يفعلوا ذلك أبداً. إنهم لن يروني إبداً , لأنني غير مرئي ، مثل الأثير الذي يحيط بكم. فأنا لستُ إنسانًا ، بل أنا روحاً و شيطاناً من أسخن منطقة بالجحيم. انا يا سكان مدينة اورليانز ذلك الذي تسميه شرطتكم الحمقاء رجل الفأس. عندما أرى أن الوقت مناسباً آتيكم و أطالب بالضحايا الآخرين. أنا فقط أعرف من يكونون هؤلاء الضحايا. ليس لدي اي فكرة سوى هذا الفأس الدموي ، المغمور في الدم و العقول الخاصة بمن قررت أختياره لصحبتي

إذا كانت لديكم الرغبة يمكنكم إخبار الشرطة بالحرص على عدم إثارة غضبي ، و بالطبع أنا روح حكيمة و عاقلة. فأنا لا أعترض على الطريقة التي أجروا بها تحقيقاتهم في الماضي ، في الواقع لقد كانوا أغبياء تمامًا لدرجة أنهم لا يروقونني فحسب ، و لكن و لجلالة الشيطان ، فرانسيس جوزيف ، إلخ أخبروهم أن يحذروا. دعوهم يكفون عن محاولة اكتشاف ما أكون أنا ، لأنه من الأفضل لهم أنهم لم يولدوا من الساس او يكونوا عدماً علي ان يواجهوا او يتحملوا غضب رجل الفأس. لا أعتقد أن هناك حاجة لمثل هذا التحذير ، لأنني متأكد من أن الشرطة ستراوغني دائمًا كما فعلوا في الماضي. إنهم حكماء ويعرفون كيف يبتعدون عن كل الأذى

مما لا شك فيه أنكم تعتقدون يا سكان نيو أورليانز أنني قاتل فظيع ، وأنا فعلاً كذلك ، ولكن يمكن أن أكون أسوأ بكثير إذا أردت. إذا رغبت في ذلك ، يمكنني زيارة مدينتكم كل ليلة و بإمكاني أن أقتل الآلاف من أفضل مواطنيكم (والأسوأ) و ذلك لأنني على علاقة وثيقة بملاك الموت

الآن ، في ليلة الثلاثاء المقبل و تحديداً و على وجه الدقة في الساعة ١٢:١٥ ليلاً (بتوقيت الأرض) سأمُر فوق نيو أورليانز ”برحمتي اللامحدودة“ و سأقدم لكم عرضاً بسيطاً لكم إيها الناس، و ها هو عرضي

أنا مغرم جدًا بموسيقى الجاز ، وأقسم بكل الشياطين في المناطق السفلية أن كل شخص سيقوم بتشغيل موسيقي الجاز في منزله في هذا الوقت الذي حددته و بصوت عالي فإنه سينجو بنفسه. إذا كل شخص منكم ايها الناس قام بتشغيل موسيقى الجاز ستسير الأموار على ما يرام ، و ان هطا أفضل بكثير بالنسبة لكم ايها الناس. و هناك شيء مهم و هو لو ان شخص واحد منكم إيها الناس لم يقم بتشغيل موسيقى الجاز في ليلة الثلاثاء المحددة (إن وجد) سيآتيكم الفأس مرة أخري لقتلكم

حسنًا ، بما أنني أشعر بالبرد وأتوق إلى دفء مواطني الآصلي في تارتاروس (يقصد تارتاروس و هو اسم مكان في الميثولوجيا الأغريقية يشبه جهنم حيث إنه كان مكان قضاء العقوبات في العالم السفلي و من يُرمي فيه يتعذب إلى الأبد) ، وقد حان الوقت لأغادر وطنكم الأرضي. سأتوقف عن كلامي على أمل أن يتم نشر هذا ، بحيث يمكن أن يكون الوضع افضل لكم ، لقد كنت و مازالت و سأظل اسوأ روح موجودة على الإطلاق سواء في الواقع أو عالم خيالي
التوقيع: الرجل ذو الفأس

بعد نشر الخطاب في جريدة التايمز-بيكايون أشتد الذعر في المدينة كلها و قام اهل المدينة بتنفيذ طلب ”الرجل ذو الفأس“ في الوقت المحدد و لم يكتفوا بذلك أنما قرروا تشغيل موسيقي الجاز كل ليلة و طول الليل حتي يأمنوا شره، حتي ان بعضهم سار يقوم بتشغيل الموسيقي ليل نهار، و الغريب ان الشرطة كانت كما وصفهم الرجل ذو الفأس قمة في الغباء فلم يأخذوا رسالته علي محمل الجد و اعتقدوا ان هذه رسالة من شخص تافه يستغل الحدث، و لذلك فقد مضوا قدماً في محاكمة ”إيورلاندو جوردانو“ و ابنه فرانك المظلومين و ربما تكون الشرطة قد فعلت ذلك حتي تنفذ رغبته بعدم أغضابه بالبحث عنه كما طلب في الخطاب غير عابئين بمصير ”إيورلاندو جوردانو“ و ابنه فرانك ، و علي هذا الحال سارت الاموار في نيو أورليانز الشرطة تحاكم شخصين برئين و الناس لا تنام قبل ان تقوم بتشغيل موسيقي الجاز حتي لا يآتيهم الرجل ذو الفأس. غير ان شيئا حدث ما لا يتوقعه أحد و هو أنه و في ليلة ١٠ أغسطس ١٩١٩ أستيقظ ستيف بوكا و هو بقال من اصل إيطالي كالعادة من نومه بعد منتصف الليل عندما شعر بشيئاً يحوم حول سريره فما ان فتح عينه حتي لمح شبح لشخص ذويل القامة ضخم الجثة داكن البشرة و في يده ذلك الفأس الملعون و علي الفور عاجله الشبح الضخم بضربة من فأسه قبل ان يستطيع الربط بين هذا الشبح و عدم تشغيله لموسيقي الجاز قبل نومه!!!! و سقط ستيف بوكا علي الأرض فاقداً وعيه، ثم بعد فترة وجيزة من انصراف الشبح ذو الفأس استعاد ستيف بوكا وعيه و علي الفور اسرع ”بوكا“ يركض إلى الشارع و تحديداً الي منزل جاره فرانك جينوسا و الذي ما ان رأي جاره ستيف بوكا و قد انشقت رأسه و تصدعت تماماً مفتوحًا حتي انهار و فقد وعيه هو الآخر!! و آتت الشرطة ووجدت الجريمة مثل كل ما سبق…لم يتم سرقة أي شيء من المنزل ، و حفر في لوحة اغلاق الباب الخلفي للمنزل…و طبعاً الفأس المستخدم في الجريمة ملقي في الفناء الخلفي و قد غطته الدماء كالعادة…أنه الرجل ذو الفأس بكل تأكيد …و تم نقل ستيف بوكا الي المستشفي لتلقي العلاج و ما ان تعافى بوكا من إصاباته و بدأت الشرطة في سؤاله حتي أكتشف أنه لا يستطيع ان يتذكر أي تفاصيل عن الحادث علي الأطلاق. و بعد اقل من شهر من هذا الحادث و تحديداً في ٣ سبتمبر ١٩١٩ ذهب بعض سكان نيو اورليانز الي غرفة جارتهم سارة لومان البالغة من العمر ١٩ عاماً و التي تعيش بمفردها بعد ان لاحظوا عدم خروجها فوجدوا الشابة الصغيرة فاقدة وعيها و قد غطها الدماء التي انفجرت من رأسها المصاب باصابات بالغة كذلك لاحظوا تهشم و تحطم كم هائل من اسنانها، و لحسن الحظ انها كانت مازالت علي قيد الحياة فتم نقلها الي المستشفي و بعد ان تعافت حضر البوليس لسؤالها عما حدث فقالت انها لا تذكر شيئاً و لكن كان واضح انها عملية جديدة من الرجل ذو الفأس الملعون….فنفس الاحداث و طريقة الجريمة، عدم سرقة اي شئ و كسر مكان أغلاق الباب عن طريق الحفر كذلك وجدوا الفأس الملعون ملقاة في الفناء الخلفي لمنزل الضحية!!!! بعد ذلك جاءت أخر عمليات الرجل ذو الفأس الملعون عندما استيقظت زوجة مواطن من اصل ايطالي يُدعي مايك بيبيتون في ليلة ٢٧ أكتوبر ١٩١٩ بعد ان سمعت أصوات غريبة آتية من غرفة نومه فذهبت علي الفور الي الغرفة ففؤجئت برجل طويل القامة و ضخم الجثة يحمل يده فأساً و يضرب زوجها به في رأسه و التي اصبحت مغطاه تماماً بدمه و الذي تناثر ليغطي غالبية حوائط و اركان الغرفة بما في ذلك لوحة مريم العذراء. لم تستطع السيدة بيبيتون و التي هي أم لستة أطفال ، وصف شكل القاتل من هول الصدمة. و لكن كانت جريمة قتل مايك بيبيتون هي أخيرة عمليات الرجل ذو الفأس الملعونة و بعد ذلك أختفي نماماً و لم يستطيع احد حل لغزه الي الآن


لمشاركة المقالة علي صفحتك في الفيسبوك، اضغط علي كلمة شير



التعليقات


مواضيع ذات صلة

Image placeholder

جرائم غامضة: جريمة الحروف الأبجدية

ودعا يعقوب بنيه وقال: «اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام. اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا الى اسرائيل ابيكم: راوبين، انت بكري، قوتي واول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز. فائرا كالماء لا تتفضل، لانك صعدت على مضجع ابيك....اقرأ المزيد


E-currency exchange listing

Image placeholder

جرائم غامضة: لماذا تم قتل شمشون مصر الجديدة؟

فقال أمير المؤمنين لسلمان يا با عبد الله أ لا تخبرنا بمبدإ أمرك ؟؟ فقال سلمان و الله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين و كنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي ...اقرأ المزيد