يا أمة ضحكت - ليوسف السباعي


يعتبر يوسف السباعي افضل من كتب القصة القصيرة في مصر و العالم العربي و حتي في مجال الرواية فله ابداعته و يكفيه رواية "نحن لا نزرع الشوك" التي تعتبر واحدة من افضل الروايات العربية! و لكن اكثر ما يعجبني في أدب يوسف السباعي هو انه بالاضافة القدرة علي الغوص في اعماق الشخصيات التي يقدمها لنا، فأنه عنده القدرة علي الخروج من المحلية الي العالمية و وضع احداث قصته في أماكن و ازمنة و ثقافات مختلفة و دائماً تعرض قصصه و رواياته لقضايا كبيرة و مهمة منها قضية احتيال الرجل الأبيض المستعمر علي السكان الأصليين لامريكا و منها هذه القصة .......... أضغط هنا لقراءة المزيد عن يوسف السباعي

يا أمة ضحكت

في هذا البوست سأحاول ان اتحدث عن قصة قصيرة له بأسم « يا أمة ضحكت » في احد كتبه أو مجموعة قصصية تحمل نفس عنوان القصة. القصة تقدم رأيه في أهم قضيتين وقت نشر القصة في عام ١٩٤٨ و هما قضية انتشار الشيوعية ، و قضية الصراع الثقافي بين الطبقات في مصر و بالرغم من مرور كل هذه السنين الا ان القضيتين مازالتا مطروحتين و ان كان قد حل محل الشيوعية مذاهب سياسية أخري كثيرة مثل العلمانية أو الليبرالية أو غير ذلك! و أنا اري ان القصة مهمة جداً و يجب أن تُقرأ و ان نفهم الطرح الذي بها لأنه قمة في الجمال

تبدأ القصة بعبارة " أبطالنا قصتنا تسعة!!! و الوقت قبيل الغسق....و بدء وقف ابطالنا صفاً واحداً في وسط الميدان.....لم يكن الميدان ميدان معركة....بل كان ميدان المذبح و قد اصطف أبطالنا: تسعة حمير!!! " و هكذا نكتشف أن الاستاذ السباعي يأخذ دور راوي القصة و إنه يتحدث عن مراقبته لميدان المدبح و تحديداً لموقف الحمارِين ـوالحمارِين هؤلاء كانوا طائفة من اصحاب عربات الكارو التي تجرها الحمير و يقومون بتوصيل الناس و البضائع مثل اصحاب التكاتك او التوكتوك الآن، و هكذا كان راوي القصة يشاهدهم و يشاهد حميرهم وقت الغسق و هي الفترة التي تلى الغروب و بدأية عتمة الليل و قد عادوا من اعمالهم و شقاءهم و سعي النهار المُتعب و قد راحت الحمير تأكل و تشرب من الاحواض المخصصة لذلك في هدوء و سكون و قد جلس اصحابها من الحمارين علي مقربة منهم يتبادلون النكات و الشكوي و الاحاديث الطريفة و يدخنون من جوزة يتبادلونها فيما بينهم! غير ان أحدهم بدء لفت نظره حيث كان يجلس بمنأي عنهم في سكون و صمت و قد شرد ببصره في حوض الماء الذي تشرب منه الحمير و كانت هيئته غريبة بعض الشئ و مميزة عن زملاءه حيث يعتلي رأسه طرطور احمر اللون و كأنه دعوة للسخرية منه و الاستهزاء به! غير ان الرجل علي غرابة و تفاهة هيئته الا انه استطاع ان يثير فضول راوي القصة و الذي أخذ يراقبه من شرفته في شارع زين العابدين المُطل علي ميدان المدبح و موقف الحمير و الحمارِين، و قد لاحظ ان الرجل يخرج كل يوم مبكراً و هو يسحب حماره و عليه خُرجين او غلقين فارغين و يعود بهما في آخر اليوم فارغين إيضاً!!!!....و هذا ما آثار فضوله أكثر! و في يوم قرر ان يجلس علي المقاهي المقابل للموقف و ان يحاول كشف سر هذا الرجل الغريب المثير!! و بالفعل مر الرجل ذو الطرطور الأحمر براوي القصة و هو جالس علي المقهي فحاول ان يعزمه علي كوباً من الشاي غير ان الرجل اعتذر و قال انه علي موعد هام جداً و لن يستطيع! و هذا آثار فضول الرجل اكثر، فقام ومن مجلسه و مشي الي جواره و هو يحاول ان يستدرجه في الحديث ليعرف منه سره!! فسأله عن. لك الموعد المهم فقال له انه ذاهب الي حلقة ذكر في مقام سيدي الماوردي، فطلب منه ان يسمح له باصطحابه معه و هو يدعي انه من مريدي السيد الماوردي و بعد ان وافق سأله عن اسمه فقال له ابو جهل! فاستغرب راوي القصة الاسم و لكنه استغرب أكثر عندما سأله عن تجارته التي لا يراه ينادي عليها في الأسواق مثل الباقيين حتي يجذب له بعض الزبائن، فكان رد الرجل ذو الطرطور الأحمر او أبو جهل: « إن كل الناس زبائني...و كلهم يقبلون عليّ....ما حاجتي إلي أن أتعب نفسي بالصياح و هم يعرفونني خير معرفة....و يحتاجون إليّ أشد الحاجة...» و بسبب غرابة هذه الإجابة، فقد اضطر الراوي لان يسأل ابو جهل عن بضاعته هذه ، فقال له : “ الجهل....أبيع للناس الجهل ، أنا رجل صريح و مكشوف ....أم تري لابد من النفاق و المواربة، فأسمي نفسي الشيخ عبد العليم ، و أضع بضاعتي في الصحائف و الكُتب؟؟ “ و هنا يدور حوار قمة في الجمال، دعوني أنقله لكم كما هو. و عدت أقول له مستدرجاً إياه في النقاش
و لكن لمن تبيع الجهل؟
- قلت لك : كل الناس زبائني ، و كلهم يقبلون عليّ
- و لكني كنت أظن أن لدي الناس من الجهل ما يكفيهم....و ما يجعلهم في غير حاجة إلي بضاعتك
- و إنهم لكذلك...و لكنهملا يشبعون من الجهل ابداً. هم طماعون يريدون دائماً أن يزدادوا جهلاً فوق جهل
- لابد أن خير أسواقك التي تصرف فيها بضاعتك كائنة بين الرعاع و حثالة الشعب
- إن خير زبائني فعلاً حثالة الشعب....و لكنك لا أظنك تقصد بحثالة الشعب ما أعنيه أنا بحثالة الشعب ، نحن مشتركلن لفظاً ، و مختلفان معني ، ماذا تعني بحثالة الشعب؟
- أولئك الجٌهال الأميون الذين يرتعون في الجهالة
- ما زلنا متفقين في الألفاظ. قل ماذاتُعني بالجهال الأُميين الذين يرتعون في الجهالة....فسر أكثر
-أعني أولئك الفقراء الذين لا يملكون أجر تعليمهم، و الذين......
- كفي!! أنت جاهل!! لقد كنت أعرف أن هذا ما تعنيه!! لا....لا إنني لم أعن بحثالة القوم أولئك الذين تعنيهم..بل زعني النقيض....إن حثالة القوم عندنا هم الطرف الآخر....الطرف الأغر....الطرف العظيم الغني....الذي يرتع في بحبوحة من العيش و النعيم....و الجهالة و الأمية
- أنا جاهل يا أبا جهل؟.....الجهل و الأميةلا يوجدان الإ حيث يوجد الفقر....إن اسواقك الرائجة هي “سيدي زينهم” و “عشش الترجمان” و في القري و الأرياف
- لا...لا ... الجهل يا سيدي الذي تتحدث عنه هو أبسط انواع الجهل..و تلك الأمية هي أخف أنواع الأمية. إني اقصد بالجهل: الجهل المركب....و أعني بالأمية....الأمية المركزة..أمية الروح و أمية الذهن.....أنا أدري منك بأنواع الجهل....فتلك هي تجارتي و بضاعتي التي ورثتها من الآباء و الأجداد....ان الجهل مقسم لدينا نحن تجار الجهل الي ثلاثة درجات: الجهل البسيط و الجهل المُركب و منتهي الجهل

و رفع الرجل طرطوره الأحمر و هوي به علي رأسه بُرهة ، ثم بدأ يشرح قائلاً
الجهل البسيط يا سيدي هو اسهل أنواع الجهل و أخفها ضرراً، و هو جهلٌ لا يتجاوز ضرره صاحبه و لا يتعداه الإ إلي نطاق ضيق حوله...و هو جهل يسهل إزالته و التخلص منه. أما الجهل المركب ...فمصابه ثقيل...فهو جهل أولئك الذين لا يظنون بنفوسهم جهلاً ، أولئك القادرون المسيطرون المترفعون ، المتكبرون ، الذين يكسون أنفسهم طلاء زائفاً من الفهم و الذكاء ، و يبهرون غيرهم بمظهرهم الكاذب الخداع فيتولون أمر سواهم و يتحكمون في مصاير غيرهم ، و الجهل في باطنهم متأصل متحكم ... أجل إن أصحاب الجهل المُركب هم أول المسئولين عن الجهل البسيط ، فهم يجدون منه غشاوة تعلو أبصار الناس لتحجب عنهم جهلهم المُركب....الجهل المُركب يا سيدي هو جهل الحُكام و أولي الأمر المتخبطين في ظلمات الجهالة...الذين يتعدي ضرر جهلهم أنفسهم إلي الآلاف بل الملايين غيرهم...لعلك عرفت الجهل المركب ، إنه أصل الجهل البسيط....و هو أصل كل داء و كل علة!! و فهمت ما يعني الرجل و هززت رأسي موافقاً...فما سمعت قولاً أحكم من هذا القول. و ساد بيننا الصمت بُرهة ثم قاطعته متسائلاً: و منتهي الجهل ، ماذا يكون؟
- منتهي الجهل يا سيدي هو ذلك الشئ الناتج عن منتهي العلم
- تقصد ان منتهي العلم ينتج عنه منتهي الجهل؟ .... أي أن منتهي العلم و منتهي الجهل متساويان؟
- بالضبط
- لا...لا...يا ابا جهل...الي هنا...و لا أوافقك. إن قولك هذا هو منتهي التخريف
- أشكرك....ألم أقل لك أنك مازلت جاهلاً باصول الجهل؟....سأضرب لك مثلاً أعلمك به منتهي الجهل، هل تسمع عن القنبلة الذرية؟
- بالطبع..
- ما رأيك في مخترعها؟
- منتهي العلم
- هل تعرف الكسكسي؟
و لم استطيع ان أمنع نفسي من الضحك....و أجهدت رأسي في أن أجد وجهاً للشبه بين القنبلة الذرية و الكسكسي فلم أستطيع ، و أجبت الرجل ضاحكاً
- طبعاً ، أعرف الكسكسي
- ما رأيك فيمن يصنع حلة كسكسي و يتركها يومين حتي تتسمم ثم يبيعهاللناس فيقتلهم زرافات ووحداناً
- منتهي الجهل
- ما رأيك فيمن يحمل ميكروب الكوليرا فيصيب بلدة بأكملها و يبيد سكانها؟
- منتهي الجهل
- ألا تري أن نتيجة منتهي العلم تتساوي مع نتيجة منتهي الجهل..و هي الإبادة و الفناء؟...هل تعرف أن منتهي العلم قد اضحي هو نفسه منتهي الجهل. هل تعلم أنأقدر الناس في هذا العالم و أعظمهم شأناً أولئك الذين يترأسون الدول و يتحكمون في مصاير البشر هم أشد الناس جهلاً بحقائق الأمور..؟....و هل هناك أكثر جهلاً من أولئك الذين يلقون بأنفسهم و ببلادهم إلي التهلكة بزعمهم أنهم يقودنهم إلي سلام دائم و عالم أفضل! ألا يدرك هؤلاء الحمقي أنهم عندما يصلون فعلاً إلي ذلك العالم الأفضل الذي يبغون تحقيقه بطريقتهم لن يكون قد بقي من البشر من يعيش فيها؟!! الأ تري معي أن منتهي العلم قد تساوي بمنتهي الجهل؟؟
ثم ينتقل بنا الراوي أو الاستاذ يوسف السباعي بعد هذا الحوار العبقري الي داخل جامع الماوردي وهو في الحقيقة ليس سوي زاوية صغيرة ضيقة و قد اصطفت الناس داخله ليقيموا حلقات من الذكر حيث تنشد الاناشيد و يصيح الناس الله حي....الله حي و هم يترنحون شمالاً و يميناً و بعد ان قضيا الرجلين فترة طويلة في حلقات الذكر هذه و بعد ان أخذ منهم التعب مأخذاً ، قال الرجل ذو الطرطور الاحمر ابو جهل لراوي القصة
أنظر
- ماذا...؟
- هذا هو الجهل البسيط ، كل منهم لا يعدو أن يكون “تور الله في برسيمه “ ما معني هذا التهريج و الترنح و الصياح؟؟ ماذا يفيدون من هذه المسخرة؟ و ماذا يفيد الله؟؟ أتري لو صرفوا جهودهم ووقتهم فيما يفيد أنفسهم أو يفيد سواهم، ألا يكون ذلك أكثر ثواباً و أجزل نفعاً؟ تري أي الجمعين أفضل: هذا الجمع من الآدميين الصائحين الهازلين المخابيل أم ذاك الجمع من الحمير الراقدين في زريبتهم حامدين الله علي نعمه؟ تري أي الطريقتين أفضل في حمد الله و ذكره: طريقة الحمير الهادئة الصامتة أم طريقة الآدمين المخبولة المجنونة؟
و بعد ذلك يسأل راوي القصة الرجل ذو الطرطور الأحمر ابو جهل
-أريد أن أشهد شيئاً من الجهل المركب
- مستحيل....الجهل المركب دائماً مستتر ، إنه يحجب دائماً خلف ستار من المعرفة و الذكاء ، إن موطنه الأصلي لاطوغلي و ما حوله ، هذه هي المنطقة الموبوءة بالجهل المُركب ، و لكنك لا تستطيع أن تشاهد مظاهره بسهولة كما شاهدت مظاهر الجهل البسيط ، فاصحابه ليسوا بمثل هذه البساطة و السذاجة حتي يظهروا جهلهم جلياً واضحاً...فهم يحاولون جهدهم إخفاءه ، و مع ذلك فهو يظهر في نتائج أعمالهم ، و يحيق ضرره بهم قبل غيرهم. ألا تري كيف يتعاقبون علي كراسي الحكم ، فلا تكاد تمر بهم الأيام حتي يفضحهم جهلهم المُركب، جهلهم الذي يحصر أذهانهم في دائرة ضيقة فتراهم إما أن يفعلوا الخطأ او لا يفعلوا شيئاً أبداً، ، هل هناك أشد دلالة علي هذا الجهل المُركب من تلك الطريقة التي يحاولون بها صد خطر الشيوعية؟؟ هم يعلمون أن الوقود الذي تشتعل منه نيران الشيوعية هو: الحرمان ، الفقر ، و الجهل...و يعلمون أنهم سيدهبون أول طُعم لتلك النيران ، و أن الكثير الذي يملكونه سيذهب كله هباءً، و مع ذلك! فا يحاولون أن يضحوا ببعضه حتي لا تجد النيران ما يهيئ لها السريان ، هم لا يفعلون شيئاً من هذا...بل يقبضون علي فلان المكوجي ، و فلان مبيض النحاس ، و يفتشون بيت هذا و بيت ذاك، و يشغلون المحاكم بالقضايا التي لا تنتهي إلي شئ أو إلي تبرئة كل من قبضوا عليهم! هطا كله يا سيدي مثل للجهل المُركب الذي سيؤدي بهم و بالبلد إلي التهلكة! كانا الرجل ذو الطرطور الأحمر او ابو جهل يقول لراوي القصة خواطره هذه و هما في طريقهم خارجين من زاوية سيدي الماوردي و ما أن فرغ من حديثه حتي دعا ابو جهل صاحبه الي مجلس الحمير او مجلس العلماء كما يسميه، و الذي يقام في الزيبة التي تبيت فيها الحمير و من ضمنهم حماره و رفيقه، و بالفعل ذهبا الي الزريبة و قد اجتمع فيها الحمير يتناقشون فيما بينهم و يبدو ان ابو جهل كان يفهم لغة الحمير و من ثم راح يترجم لراوي القصة القرارات النهائية التي قرر مجلس علماء الحمير أتخاذها وكانت: “قرر مجلس العلماء القبض علي مجلس الوزراء المصري، و مجلسي النواب و الشيوخ بتهمة الشيوعية و التآمر علي قلب نظام الحكم لأنهم أشد أنصار الشيوعية و العاملين علي انتشارها في هذا البلد و قد وافق المجلس علي إقتراح تقدم به أحد الأعضاء و هو إقامة تمثالين في اكبر ميادين القاهرة للزعيمين اللذان لن تجد الشيوعية موطناً لها ما داما في مصر” وسأله راوي القصة: و من هما هذان الزعيمان؟
فقال له ابو جهل بثقة
-الحلوجي و أبو ظريفة، زعيم الطعمية و زعيم الفول! أجل ، ما دام في مصر طعمية و ما دام في مصر فول فلن يضام فيها إنسان....الطعمية و الفول يتساوي أمامهما جميع المصريين! و هنا نهق حمار فنظر اليه ابو جهل و هز رأسه و قال بهدوء: صدقت! فلما أن سأاله الراوي عما قاله الحمار ، فأجاب ابو جهل: إنه يقول: يا أمة ضحكت من جهلها الأُممُ


لمشاركة المقالة علي صفحتك في الفيسبوك، اضغط علي كلمة شير



التعليقات


مواضيع ذات صلة

Image placeholder

"يعقوب و بنيه" النظرة اليهودية الي قصة سيدنا يوسف

ودعا يعقوب بنيه وقال: «اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام. اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا الى اسرائيل ابيكم: راوبين، انت بكري، قوتي واول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز. فائرا كالماء لا تتفضل، لانك صعدت على مضجع ابيك....اقرأ المزيد


E-currency exchange listing

Image placeholder

تعرف علي قصة اسلام الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي

فقال أمير المؤمنين لسلمان يا با عبد الله أ لا تخبرنا بمبدإ أمرك ؟؟ فقال سلمان و الله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين و كنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي ...اقرأ المزيد