التاريخ الإسلامي

أرض الإســلام
الجزء الثاني: ليبيريا

خريطة وعلم دولة ليبيريا

من الصعب تحديد تاريخ وصول الاسلام الي هذه الارض الاسلامية التي تُعرف اليوم باسم ليبيريا و لكن الثابت ان الاسلام وصل لها في وقت مبكر جداً تزامناً مع وصول افتح العربي لجبال الاطلس و قلب القارة الافريقية غير ان انهيار الإمبراطورية السودانية المالية الغربية عام ١٣٧٥ و هجرة القبائل الافريقية المسلمة الي هذه الارض جعل الاغلبية السكانية اسلامية و ساعدت علي انتشار الاسلام بين القبائل البدائية و الوثنية و من ثم ازدهرت الحضارة الاسلامية هناك و جلب هؤلاء السكان مهارات جديدة مثل غزل القطن ونسج القماش وصهر الحديد وزراعة الأرز والذرة الرفيعة والمؤسسات الاجتماعية والسياسية من إمبراطوريتي مالي وسونغاي فشهدت البلد نهضة غير عادية و علي المستوي الثقافي و الديني حيث انتشرت المدارس و المساجد و ازدهرت العمارة الاسلامية ممتزجة بالطابع الافريقي الجميل حتي جاء العام ١٨٢٠، بدأت جمعية الاستعمار الأمريكية بإرسال متطوعين سود إلى ساحل الفلفل في ليبيريا لإقامة مستعمرة لعبيد أمريكا المحررين. و اعتقدت تلك الجمعية والتي هي منظمة خاصة مدعومة من قبل سياسيين أمريكيين بارزين مثل هنري كلاي وجيمس مونرو (هو هو خامس رؤساء الولايات المتحدة من ١٨١٧ إلى ١٨٢٥ ورجل دولة وأحد الآباء المؤسسون) بأن العودة إلى الوطن كان الخيار الأفضل للعبيد المحررين ، فأنشأت منظمات مماثلة مستعمرات مماثلة في ميسيسيبي في أفريقيا وجمهورية ماريلاند والتي ضمتها ليبيريا لاحقًا . و في عام ١٨٢٢ قامت أمريكا بتأسيس مستعمرة ليبيريا على الساحل الغربي لإفريقيا؛ لتنقل إليها ستة وأربعين ألف إفريقي من أبناء العبيد الأفارقة المحررون بأمريكا، وقامت ببناء عاصمتها مونروفيا ( تم تسميتها علي اسم الرئيس جيمس مونرو ) لتكون ليبيريا هي نقطة الانطلاق لاحتلال الأراضي الإسلامية بغرب القارة وتنصير أهلها، فقامت باحتلال الساحل، وحصرت أهلها في المناطق الداخلية. ففي ٢٦ يوليو ١٨٤٧ أصدر المستوطنون إعلان الاستقلال وأصدروا الدستور الذي أنشأ جمهورية ليبيريا المستقلة و أُجْبِرالمسلمون على استخدام اللغة الإنجليزية، كما أُجْبِرُوا على تغيير أسمائهم الإسلامية إلى أسماء إنجليزية، وطُبِّق عليهم الدستور الأمريكي، و حتي العلم تم وضعه مشابهاً لعلم امريكا و لكن بنجمة واحدة و ليس خمسون وقد كان الزنوج القادمون من أمريكا هم المسيطرون على الحُكْم. ولكن في عام ١٩٨٠ قاد الرقيب(شاويش يعني) صاموئيل دو -وهو من السكان الأصليين- انقلابًا عسكريًّا أنهى به فترة احتكار الزنوج الأمريكان المسيحين للسلطة، إلا أن تشارلز تيلور -وهو أمريكي من ذوي البشرة السوداء- أعلن تمرُّده عليه

الشاويش صاموئيل دو الذي قام بإنقلاب عام ١٩٨٠

وقوع الكارثة: ‏في مساء يوم ٢٤ من ديسمبر ١٩٨٩ قامت عصابة تشارلز تيلور بقتل مائة ألف مسلم شرَّ قتلة، وأحرقت ٤٠٠ من الدعاة والأئمة احياء امام الجميع بصبِّ البنزين عليهم، كماقاموا بقطع آذان المؤذِّنِين وألسنتهم، وهُمْ أحياء، وتشريد ٧٠٠ ألف مسلم أُجْبِرُوا على تَرْك ديارهم وأموالهم، وهُدِّمت المساجد والمدارس الإسلامية التي كان عددها قبل المذبحة ٧٢٠ مسجدًا، و١٥٠ مدرسة ابتدائية، و٤٥ مدرسة ثانوية. وفي عام ١٩٩٠ تعرَّض المسلمون لحرب إبادة أخرى، حيث ركَّز رجال تشارلز على القرى ذات النشاط الإسلامي المزدهر، وقتلوا مَن فيها بالرصاص أو السكاكين المسمومة، وقد فرَّ مَن بقي منهم على قيد الحياة إلى غينيا وسيراليون. وبعد أن انتهت عصابة تشارلز تيلور من قتل المسلمين في ليبريا دخلت سيراليون لاستكمال خُطَّتها في قَتْل مَن فرَّ إليها من المسلمين، ومِن الذين استُشهدوا نحسبه عند الله الشيخ باه رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ولكن الأمر لم يَقف عند هذا الحد، فقد دُمرت العمارة الإسلامية الفريدة التي تمثل مزيجاً بين ليبيريا التقليدية وغرب أفريقيا والتصاميم والأنماط المعمارية العربية دون أي رحمة. وقد عاونت غينيا اللاجئين بشكل حسن، ونظرت إليهم على أنهم إخوة في الدين،أما باقي المسلمين في أنحاء العالم فلم يُعْطُوا القضية الليبرية حقَّها من العناية و لا الاهتمام، و سكتت القاهرة و دمشق و بغداد و مكة و المدينة كأن الابادات تحدث لشعب ليس مسلماً او ربما لأمة من الحيوانات. و بالرغم من ذلك فقد تفجَّرت من هذه الأفعال الاجرامية رُوح الجهاد الإسلامي، حيث توحَّدت الصفوف، وانخرط الكثير من الشباب المسلم (الافارقة طبعاً) في الجهاد، وتتوَّج هذا الأمر بتأسيس حركة(إنقاذ مسلمي ليبريا)،التي تُمثِّل جميع المسلمين على الصعيد السياسي. وبدأت حركة الإنقاذ عملياتها الجهادية في ١٩٩٢ ، وبدأت انتصاراتها تتحقق باستعادة الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة عصابة تشارلز تيلور، وحاول النصارى التصدي لرُوح الجهاد وإغداق الأموال على الكنائس للقيام بحملات صليبية مكثَّفة، ولكن نتج عن مكرهم هذا تجدُّد القتال، وعودة الكثير من اللاجئين إلى غينيا، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. في عام ١٩٩٧ و بعد سلسلة من حمامات الدم يقوم المجرم تشارلز تيلور بعمل انتخابات شكلية و ينجح فيها طبعا و يصبح رئيس للبلاد و طبعا العرب و المسلمين لا يدينون هذا علي الاطلاق فهذا المجرم تشارلز تيلور هو صديقي شخصي للاخ ملك ملوك افريقيا معمر القذافي و كان قد عاش في ليبيا لفترة و تم تدريبه عسكرياً من قبل القذافي و جيشه غير ان أصبحت ليبيريا معروفة دوليًا باعتبارها دولة منبوذة بسبب استخدامها لألماس الدماء وكذلك صادرات الأخشاب غير المشروعة لتمويل الجبهة الثورية المتحدة في الحرب الأهلية في سيراليون و بدأ المجرم تشارلز تيلور يواجه اتهامات خلال فترة رئاسته بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب تورطه في الحرب الأهلية في سيراليون و هنا تندلع الحرب الأهلية الثانية في ١٩٩٩ عندما أطلقت "جبهة الليبيريين المتحدة من أجل المصالحة والديمقراطية" وهي جماعة متمردة متمركزة في شمال غرب البلاد تمردًا مسلحًا ضد تايلور و في مارس ٢٠٠٣ انضمت مجموعة متمردة ثانية هي "حركة من أجل الديمقراطية في ليبيريا" إلى التمرد ضد تايلور من الجنوب الشرقي و استقال تايلور في أغسطس ٢٠٠٣ وذهب إلى المنفى في نيجيريا، وجرى التوقيع على اتفاق سلام في وقت لاحق من نفس الشهر. و بدأت بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا عملها في سبتمبر ٢٠٠٣ لتوفير الأمن ومراقبة اتفاق السلام، واستلمت الحكومة المؤقتة السلطة في أكتوبر التالي بعد سلسلة من المغامرات من هروب لتدخل دول كبري و رصد مكأفات بالملايين لمن يساعد في القبض عليه يقع المجرم تشارلز تيلور و يتم تقديمه لسلسلة محاكمات في الخارج طبعاً لضمان الابقاء علي حياته حتي أدانته المحكمة الخاصة بسيراليون اقيمت في هولندا في ٢٦ أبريل ٢٠١٢ بعد محاكمة استمرت خمس سنوات بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية و قائمة باحدي عشر جريمة بشعة يتم ادانته فيها جميعاً ليصبح أول رئيس أفريقي يمثل أمام محكمة دولية وأول رئيس دولة يدان منذ محكمة نورنبيرغ و لكنه يحكم عليه بخمسين عاماً فقط

صورة للمجرم تشارلز تايلور أثناء فترة رئاسته مع تيلسون مانديلا و عارضة الأزياء ناعومي كامبل و التي ترتدي صليباً كبيراً من الالماظ و بجوارها السياسي البائس و الفاسد عمران خان -رئيس وزراء باكستان الآن- و زوجته السابقة اليهودية جميما جولدسميث

في عام ٢٠٠٥ تم اجراء الانتخابات تحت رعاية ما يسمي بالمجتمع الدولي و تم إلين جونسون سيرليف، وهي اقتصادية من متدربي جامعة هارفارد ووزيرة سابقة للمالية، تم استقدامها من امريكا لتكون أول رئيسة في أفريقيا. و إلين جونسون سيرليف مسيحية طبعا و من احفاد العبيد الذين ارسلتهم امريكا لاستعمار ارض الاسلام في ليبيريا و قد ولدت في ٢٩ اكتوبر ١٩٣٨ في العاصمة مونروفيا و تعلمت في كلية غرب أفريقيا ثم أكملت تعليمها في الولايات المتحدة، حيث درست في كلية ماديسون للأعمال وجامعة هارفارد ثم عادت إلى ليبيريا لتعمل في حكومة ويليام تولبيرت بمنصب نائب وزير المالية منذ عام ١٩٧١ وحتى عام ١٩٧٤. ثم عملت أيضًا لاحقًا في الغرب، لصالح البنك الدولي في الكاريبي وأمريكا اللاتينية (يعني ابنة المجتمع الدولي بامتياز) في عام ١٩٧٩ عُيّنت في منصب وزيرة المالية، وبقيت فيه حتى عام ١٩٨٠ حينما وقع انقلاب الشاويش صمويل دو و بعد استحواذ صمويل دو على السلطة في تلك السنة في انقلاب وإعدامه ويليام تولبيرت، فرّت سيرليف إلى الولايات المتحدة. عملت لصالح سيتي بنك ثم إكوايتر بنك. ثم عادت إلى ليبيريا لتنافس على مقعد سيناتوري لمقاطعة مونتسيرادو عام ١٩٨٥ و استمرت إلين سيرليف بالعمل في السياسية. فحصلت على المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية لعام ١٩٩٧، التي فاز بها المجرم تشارلز تايلور. ثم فازت بانتخابات عام ٢٠٠٥ وتولت المنصب في ١٦ يناير عام ٢٠٠٦ ثم أُعيد انتخابها في عام ٢٠١١. و قد فازت بجائزة نوبل للسلام عام ٢٠١١، اعترافًا "بجهودها" لإشراك النساء في عملية حفظ السلام. حصلت على عدة جوائز أخرى لقيادتها ، ثم في ٢٦ ديسمبر ٢٠١٧ تم انتخاب لاعب كرة القدم الشهير چورچ وايا ليصبح رئيس ليبيريا الخامس والعشرين و طبعاً فرح المسلمون و العرب بچورچ وايا حيث انه كان قد اعلن اسلامه منذ سنوات، و الحقيقة انها فرحة البُلهاء و السُذج كالعادة. فچورچ وايا الذي ولد في حي كلارا تاون الفقير في مدينة مونروفيا في ١ أكتوبر ١٩٦٦ و تلقى تعليمه الإعدادي في الهيئة التشريعية الإسلامية، وواصل في مدرسة ويلز هيرستون الثانوية كان چورچ وايا قبل احترافه كرة القدم كان يعمل كتقني في شركة الاتصالات الليبيرية بعد ان قدم في مستنداته ما يثبت انه حصل على شهادة من جامعة باركوود في لندن، وهي جامعة وهمية طبعاً. جورج متزوج من كلار وايا، وهي أمريكية مسيحية من أصل جاميكي، وهو أب وله ثلاثة أبناء، منهم جورج الابن الذي يلعب حالياً في نادي إيه سي ميلان للشباب. و اما عن حقيقة اسلامه ففي الحقيقة انه ولد ونشأ مسيحياً وتحول إلى الإسلام لمدة ١٠ سنوات كانت كافيا لخدع السُذج من المسلمين و كسب اصواتهم حيث انه كان قد خسر الانتخابات في ٢٠٠٥ اما إيلن جونسون سيرليف ثم سرعان ما عاد چورچ وايا لاحقاً والتحق بالديانة المسيحية. وفي حوار له قال أنه يتمنى السلام للمسلمين والمسيحيين مضيفاً أنهم "شعب واحد"


احوال اخواننا المسلمين في ليبيريا اليوم: للاسف الاسلام هناك ضاع في اودية الضياع و التلف حيث انه و بعد كل هذه المذابح و التشريد اصبح المسلمون في ليبيريا يشكلون نسبة ٢٠٪ من عدد السكان. و إن الغالبية العظمى من المسلمين هم من أهل السنة والجماعة مع وجود قليل للشيعة. و بالرغم من النظام الجديد قدم بعض مظاهر "التسامح" مع المسلمين، حيث دعا وزير الإعلام لورينس ك. بروبليه إلى الاحتفال بالأعياد غير المسيحية باعتبارها أعياداً وطنية مثل عيد الأضحى، كما اقترح أيضاً إنشاء مجلس استشاري ديني يُمثل جميع الديانات الكبرى التي تمارس في ليبيريا لتقديم المشورة إلى الرئيس و سمح للمنظمات الإسلامية مساعدة المسلمين الذين يُريدون الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج. غير ان زعماء المسيحية نددو بتعليقات لورينس بروبليه واتهموه بتأجيج التوتر بين الأديان حيث ان التعصب و كره الاسلام و المسلمين مازال بداخلهم. و للاسف بعض الدول الإسلامية مثل الكويت والإمارات وغيرهما اقامت علاقات دبلوماسية مع ليبيريا سمحت لهم الاخيرة من خلال في تقديم رعاية ثقافية و دينية للمسلمين فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة ان انتشرت فاعليات مشبوهة باسم الاسلام و الصوفية فعلي سبيل المثال قامت الجمعية الأحمدية الإسلامية بعقد المؤتمر السنوي السابع المعروف باسم جالسا سالانا في ٢٩ ديسمبر ٢٠٠٧ في ليبريا!!فماذا تريد دولنا العربية الآن من توصيل الديانة الاحمدية القادنية و الصوفية و الفكر الشيعي الي هؤلاء المساكين الذين ما راعينا فيهم حق اخوة الاسلام و هم يساقون الي الذبح؟


لمشاركة المقالة علي صفحتك في الفيسبوك، اضغط علي كلمة شير



التعليقات


مواضيع ذات صلة

Image placeholder

"يعقوب و بنيه" النظرة اليهودية الي قصة سيدنا يوسف

ودعا يعقوب بنيه وقال: «اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام. اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا الى اسرائيل ابيكم: راوبين، انت بكري، قوتي واول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز. فائرا كالماء لا تتفضل، لانك صعدت على مضجع ابيك....اقرأ المزيد


E-currency exchange listing

Image placeholder

تعرف علي قصة اسلام الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي

فقال أمير المؤمنين لسلمان يا با عبد الله أ لا تخبرنا بمبدإ أمرك ؟؟ فقال سلمان و الله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين و كنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي ...اقرأ المزيد